أرسلت حنان عبد المعطى تسأل عن اضطراب النوم عند الأطفال؟
يجيب الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر قائلا:
يعتبر النوم من الأشياء التى تعكس الحالة النفسية للطفل، خاصة أن الطفل ربما لا يستطيع أن يتحدث صراحة عن مشاكله النفسية فيكون اضطراب النوم دليلا على اضطراب حالته النفسية ولاضطراب النوم حالات كثيرة نذكر منها:
1-الأرق:
بأن يجد الطفل صعوبة فى أن ينام فى أول الليل أو أنه ينام، ولكن نومه يكون متقطعا فيستيقظ عدة مرات أثناء الليل، أو أنه يستيقظ مبكرا ولا يستطيع العودة إلى النوم مرة أخرى. وعندما لا يأخذ الطفل كفايته من النوم نجده شاحبا وعصبيا وقلقا وغير قادر على التركيز فى اللعب أو المدرسة، ويكون مزاجه معتلا والأرق فى النوم يمكن أن يكون علامة للقلق أوللاكتئاب ويعالج بعلاج السبب وبتهيئة جو هادئ ومريح للنوم، وفى قليل من الأحيان نحتاج لبعض العقاقير لفترة قصيرة.
2-زيادة النوم:
وهذا العرض يكون بنسبة أقل من العرض السابق فنجد الطفل ينام كثيرا سواء ليلا أو نهارا ويستيقظ للمدرسة بصعوبة فى الصباح، ويفضل النوم على أى شىء آخر، ويبدو فى حالة كسل وتثاؤب معظم الوقت. وهذه الحالة يمكن أن تكون تعبيرا عن التعاسة والحزن، فالطفل لا يجد شيئا يثيره أو يريد أن يهرب من واقع لا يرضى عنه. ويمكن أن يكون ذلك اضطرابا عضويا كنقص إفراز الغدة الدرقية.
3- الكوابيس الليلية:
يستيقظ الطفل ليلا على أثر حلم مخيف وربما يصرخ فزعا ويحاول الإحتماء بمن حوله، وهو يتذكر تفاصيل الحلم المخيف، ثم بعد فترة يهدأ وينام وربما يتكرر الكابوس عدة مرات أثناء الليل، والكوابيس الليلية تحدث لكل الأطفال على فترات، ولكننا لا نعتبرها اضطرابا إلا إذا كانت تتكرر بشكل واضح ومؤثر على نوم الطفل وهنا نبدأ فى البحث عن الأسباب، فربما كان مكان النوم غير مريح للطفل، أو أن الطفل يشاهد بعض الأشياء المخيفة فى التلفزيون قبل نومه أوأن أحدا يحكى له حكايات مخيفة، أو أنه لا يشعر بأمان فى حياته نتيجة اضطراب الجو الأسرى وإحساسه بقرب انهيار الأسرة فى أى وقت، أو تعرضه للعقاب الشديد من الأب أو الأم أو المدرس، أو أنه يعانى اضطراب القلق النفسى إلخ. ويكون العلاج بتلافى الأسباب السابقة وتوفير جو آمن للطفل فى حياته عموما وأثناء نومه بشكل خاص. وهناك حالات قليلة تحتاج للعلاج النفسى أوالدوائى.
4- الفزع الليلى:
فى هذه الحالة يستيقظ الطفل من نومه فى حالة فزع شديد، ويكون وجهه مصفرا وأطرافه باردة وأحيانا يتصبب عرقا، وإذا حاول أحد تهدئته فإنه لايستجيب بسهولة ولا يحس بمن حوله، وبعد فترة يعود إلى النوم ولا يتذكر أى شىء عن هذه الحالة عندما يستيقظ. وهذه الحالة تعكس قدرا من القلق أكثر مما رأيناه فى حالات الكوابيس الليلية. وهناك بعض الأبحاث تغزو هذه الحالة إلى اضطراب النشاط الكهربى فى المخ وتوصى باستخدام بعض مضادات الصرع بجرعات قليلة.
5- المشى أثناء النوم:
يقوم الطفل من سريره ويتحرك فى الغرفة أو المنزل وربما يقوم ببعض الأفعال المركبة كأن يفتح الثلاجة، ويتناول كوبا من الماء ثم يعود إلى سريره، وإذا قابله أحد أثناء مشيه فإنه لا يشعر به ولا يستيقظ بسهولة أثناء هذه الحالة.
وهذا الاضطراب يحدث نتيجة لخلل فى مرحلة النوم الحالم، وهو يستجيب للعلاج ببعض مضادات الاكتئاب.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع